يتمحور تاريخ “سبايدر” حول مفهوم التطوير التدريجي المعهود لدى بورشه. فبصفتها أول سيارة سباق رياضية أصيلة من ’تزوفنهاوسن‘، سجّلت “تايب 550” Type 550 (89 سيارة)، التي بدأ صُنعها عام 1953، بداية مشوار تطوّر سيارات السباق وسطية المحرك. وقد أتبعتها بورشه عام 1956 بطراز “550 إيه سبايدر” 550 A Spyder (40 سيارة) الذي يتضمّن هيكلاً فراغياً ومحركاً أقوى. وفي العام عيْنه، أحرز السائق الإيطالي ’أومبرتو ماغليولي‘ فوزاً مدوّياً على متن “550 إيه” 550 A في سباق ’تارغا فلوريو‘، الذي كان أصعب سباق يُقام على الطرقات حينذاك. واليوم، يتألق المحرك المعروف باسم “محرك فورمان” Fuhrmann Engine، ذي أعمدة الكامة العلوية الأربعة، بمنزلة أسطورية مثل منزلة السيارات تقريباً.
أبصرت خليفة “550 إيه” 550 A النور عام 1957 باسم “718 آر إس كاي” 718 RSK (34 سيارة)، التي ارتبط اسمها بمفهوميْ رياضة السيارات والتكنولوجيا. فبينما تشير “آر إس” RS إلى عبارة “سباق رياضي” race sport، يرمز حرف “K” إلى نوابض القضبان الالتوائية الأمامية الجديدة التي جرى ترتيبها على شكل الحرف “K” مقلوباً على ظهره. وقد خضع طراز 718 لتطوير إضافي لمعالجة نقاط الضعف كافة التي اعترضت سلفه. في هذا السياق، تمّ اعتماد تصميم مثالي خفيف الوزن وإطار فولاذي أنبوبي غير مُلَحَّم يوفّر قوة إضافية. كما امتدّت التعديلات لتشمل المحرك والهيكل والمكابح الطبْليّة.
احتفلت “718 آر إس كاي” بنجاحها حول العالم في سباقات عدّة، مثل ’لومان‘ و’نوربورغرينع‘ و’الأرجنتين‘ و’ريفرسايد‘ في كاليفورنيا، إلى جانب العديد من سباقات تسلّق الهضبة. وقد برهنت “550 إيه سبايدر” و”718 آر إس كاي‘ عن مدى جدارة تصميم بورشه المذهل في سباقات “فورمولا 2” Formula 2. حتى أنّ “2/718” فازت ببطولة العالم للصانعين في “فورمولا 2” عام 1960 بعد تحويلها إلى سيارة أحاديّة المقاعد (“مونوبوستو” Monoposto).
عندما نصّت قوانين “الاتحاد الدولي لرياضة السيارات” الجديدة على وجود تشابه أكبر بين سيارات السباق الرياضية وطرازات الإنتاج التجاري، أتى ردّ بورشه بطراز “718 آر إس 60” 718 RS 60 (19 سيارة) لموسم 1960. وسرعان ما تبوّأ هذا الطراز صدارة فئة السيارات المزوّدة بمحرك سعة 1.6 ليترات. وقد تمثّلت أبرز نجاحاته الرياضية بانتصارات إجمالية في سباقيْ ’تارغا فلوريو‘ و’سيبرينغ 12 ساعة‘، إلى جانب ’بطولة تسلّق الهضبة الأوروبية‘ عاميْ 1960 و1961. بالانتقال إلى “718 آر إس 61 سبايدر” 718 RS 61 Spyder (13 سيارة)، فقد صُنعت بدءاً من شهر أكتوبر عام 1960. وقد تسابق على متنها سائقون مستقلون بشكل رئيسي، وتمثّلت أبرز ميزة تقنية فيها باعتماد تعليق خلفي جديد بشعبتيْن مزدوجتيْن.
بهدف الاستفادة من قدرة “718 سبايدر” في سباق ’لومان 24 ساعة‘ أيضاً، جرى تطوير نسخة كوبيه من “718 آر إس 61”. وفي العام 1961، توجّهت “718 جي تي آر” 718 GTR، التي ما زالت تعتمد محركاً من أربع أسطوانات، إلى خطّ الانطلاق. وقد زُوِّدت في موسم 1962 بمحرك من ثماني أسطوانات سعة ليتريْن ومكابح قرصية. كما اعتمدت “718 دبليو-آر إس سبايدر” 718 W-RS Spyder هذيْن المحركيْن من العام 1961 وحتى 1964 – أطلق الميكانيكيون عليها لقب “الجدّة” طوال مسيرتها التنافسية التي امتدّت سنوات عدّة. وقد فازت هذه السيارة الوحيدة من نوعها بـ ’بطولة تسلّق الهضبة الأوروبية‘ عاميْ 1963 و1964، وبرهنت مجدداً عن جدارة وضعية المحرك الوسطية التي تتبعها بورشه.